الأحد، 9 سبتمبر 2012

نظرية إسمع كلام أمك :D

نظرية إسمع كلام أمك

_ الأحداث المذكورة في هذه المقالة كانت قبل الثورة _
أمك ، لا مش أمك كده ده واحد اسمه أمك .

----
" إسمع كلام أمك .. متسمعش كلام أبوك " .. دي تعتبر من أول الحاجات الي الطفل المصري بيتعلمها في حياته ، ده طبعا بالإضافة إلى : " اجججغغغغغ ، تف على عمو ، اش اش اش لق لق لق هو هو هو مياو مياو ، عوووو داااا " .. إسمع ومتسمعش ، أوامر مصمتة خالية من أي تفكير وتدعو الطفل البائس للتنفيذ في صمت دون أي نقاش من أي نوع .. خالص ، حتى الناس الي بتقول كده مش فاهمين هما بيقولوا كده ليه ؟ ، هل إنت فعلا عاوز تطلع جيل من الأطفال مش بيسمعوا كلام أبوهم ؟ هل ده مخطط نسائي معقد للقضاء على الرجالة ؟ مع إن نظرية المؤامرة جوايا بترجح الإحتمال الأخير لكن الحقيقة إن الناس دي بتقول كده عشان أيام الفراعنة بردو كانوا في اليوم السابع للطفل بيعملوا احتفالية صغيرة ويقولوا للطفل : " سير دي مور دي امك .. ني سير دي با مور دي ابوك " يعني اسمع كلام امك ومتسمعش كلام ابوك بردو بس بالهيروغليفي .

نفس المشكلة الي كانت عند كفار قريش زمان وكافة الكفار على مر التاريخ لما بيبقوا مش راضيين يؤمنوا بالله لأنهم اتولدوا وآبائهم بيعبدوا الأصنام .

وانا بتأمل في كتب المدرسة بتعتي فرضت فرضية هي أقرب للواقع من أي خطة او أسلوب بيتبع فيه وضع المناهج الدراسية ..

ليه ميكونش الناس الي بتحط المناهج الدراسية أصلا كائنات فضائية بينفذوا مؤامرة عن طريق ترسيخ مبادئ نظرية اسمع كلام أمك في عقول الأطفال المصريين من خلال الكتب الدراسية ؟

يعني مثلا بيقولك جو مصر معتدل جاف صيفا دافئ ممطر شتاءا ، انا عمري ما قدرت افسر الجملة دي غير دلوقتي ، لأن اكيد هو ده الجو في الكوكب الي جاية منه الكائنات الفضائية دي جاية منه وبيعلمونا كده عشان لما ياخدونا عبيد هناك نبقى متعودين على الجو ، جو مصر الحقيقي مستحيل يبقى كده.

وغير كده كتير من الحاجات الغريبة الغير منطقية والغير حقيقية والي كل علاقتنا بيها اننا نحفظها ونصمها عشان نجيب درجة حلوة في الإمتحان .

وبعد تفكير عميق وتأمل مطول إستمر حوالي خمسة وعشرين ثانية قررت أقوم بالتحقيقات والتحريات اللازمة بمساعدة الشرطة المصرية طبعا لأني عارف من كتب المدرسة انها بتساعد المصريين في أي مشكلة تواجههم وبتسعى دائما للحفاظ على أرض الوطن وابنائه ..

بالفعل توجهت في اليوم التالي إلى قسم شرطة لا داعي لذكر إسمه ، وطلبت أقابل المأمور ، فسألني العسكري الي انا طلبت منه عن سبب المقابلة فقلت ليه اني كشفت المؤامرة الكبرى ، طبعا المأمور سمحلي بالدخول بسرعة وجابلي كوب من عصير الليمون اللذيذ أزرق اللون ، انا اتحرجت اسأله هو أزرق ليه وشربت ، طبعا المأمور قالي اتكلم فانا شرحتله فرضيتي وإن فيه كائنات فضائية بتحاول تنفذ مخطط عسكري إسمه إسمع كلام أمك ، المأمور بصلي كده بصة طويلة وبعد كده لما فقت لقيت نفسي في شارع جانبي بالفانلة الداخلية _ أعزكم الله _ وشعري واقف وريحته غريبة كده .

طبعا انا مسكتش ، إزاي يبقى فيه مأمور يعمل في الناس كده وسايبينه في وسط أحسن جهاز شرطة عالمي .. فورا توجهت لوزارة الداخلية وطبعا دخلت جوه وعفاريت الدنيا بتتنطط قدام وشي وبنبرة غضب قلت لعسكري كان واقف انا عاوز اقابل وزير الداخلية ، وهنا فقط أدركت حجم الخطأ الي انا ارتكبته كمية رشاشات مصوبة ناحية وشي وناس بتفتشني وناس بتستجوبني .. وكانوا خلاص هيقيموا عليا الحد لولا إن في جرس ضرب كده ولقيت جلبة في المكان واتنين عساكر بيفتحوا باب كده دخل منه اتنين عساكر تانيين وبعدين دخل رجل سمح كده باين عليه الطيبة اوي كان بيتكلم في التليفون مع حد اسمه سعادة البيه الكبير وفجأة بصلي كده وانا كنت عرقان ومتبهدل ووشي جايب ألوان من آثار الصدمة ، وبعدين بص للعسكري الي جنبي بصة كده وكمل طريقه وهو بيقول : " مش مقدرين معاناة حضرتك يا سعادة البيه " والعسكري بيمشيني ورا الموكب .

بعد حوالي ساعتين واجراءات وتفتيشات واستجوابات لقيت نفسي قدام وزير الداخلية الي بيتكلم في التليفون من شوية وجابلي كنزاية بيبسي ، وقالي اؤمر ؟

قلتله _ في أدب مصطنع _ إن في مأمور ضربني وقلعني هدومي ورماني في الشارع الجانبي الفلاني وإني جاي له طمعان في كرم حضرته إنه يجيبلي حقي ، قام بصلي كده وفضل باصصلي يجي خمستاشر ثانية وبعدين انفجر ضاحكا وهو بيضرب كف في كف وبيقولي وهو لسا مش قادر يبطل ضحك : وإنت كنت بتعمل ايه عند المأمور قبل ما يعمل فيك كده ؟
- كنت بقدم بلاغ يا سعادة البيه .
- بلاغ أيه بقى ؟
- اصل انا اكتشفت المؤامرة الكبرى .
- هههههههههههههههههه وإيه هي المؤامرة دي ؟
- انا تحمست بعد ما لقيت ترحيب واضح من سيادة الوزير وقلتله بنفس الحماسة : في كائنات فضائية بتحاول تنفذ مخطط عسكري إسمه اسمع كلام أمك !

بعد كده صحيت في نفس الشارع الجانبي وانا لابس نفس الفانلة ، الدم غلى في عروقي وقررت أروح لرئيس الجمهورية ، وبعد حوالي شهر ونص من المحاولات والورق والطلبات والروتين الحكومي إياه وافقوا على طلبي لمقابلة الرئيس ، وطبعا دخلت للرئيس وشرحتله مشكلتي وإني في مخطط بيتم ورا ضهره عشان الفضائيين يدخلوا مصر وينفذوا مؤامرة إسمع كلام أمك .

بعد كده صحيت في نفس الشارع الجانبي وانا لابس نفس الفانلة بس كان في ورقة في إيدي مكتوب عليها بخط أنيق : " مش ماما قالتلك متدايقش البوليس يا حبيبي ؟ إسمع كلام أمك يا حبيبي ، عشان متحصلكش مشاكل "
إسمع كلام أمك يا حبيبي
إسمع كلام أمك

وهنا فهمت ان المؤامرة كبيرة وإن الفضائيين الي بيحاولوا يخلونا عبيد مش هما بس الي بيحطوا المناهج ، وإن إحنا فعلا في خطر !

هو الجو بقى معتدل جاف فجأة ولا انا بتهيألي ؟


لو عجبتك اعمل كومننت .. والنبي والنبي والنبي :D
دمتم ،،

Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

rss